بسم الله الرحمن الرحيمأي متابع أنيمي في 2017 لا بد وأنه قد سمع بهذا الاسم، كيمونو فريندز، أحد أنجح وأشهر أنيميات عام 2017 بل وحتى في السنين الأخيرة. شخصياً لست مهتماً بالأنيمي نفسه، لكن ظاهرة مثله تثير الاهتمام، خاصة عند حصول أمر مثير للجدل كطرد المخرج، وهو أمرٌ لم يُقم صناعة الأنيمي رأساً على عقب فحسب، بل اليابان كلها. قبل أن نصل للأحداث الأخيرة أود أن نعود إلى البداية حتى تكون الأمور أكثر وضوحاً. تبدأ قصة كيمونو فريندز كمانجا نشرتها كادوكاوا في 2015، بالإضافة إلى تطوير لعبة جوال للسلسلة في الفترة الزمنية ذاتها. ظلت المانجا واللعبة منسيتين، وتم إيقاف لعبة الجوال في شهر ديسمبر من عام 2016. لا أعلم لماذا لكن حصلت السلسلة على أنيمي من المقرر عرضه في الشهر الأول من عام 2017(بعد شهر من إيقاف اللعبة)، وكما هو متوقع من أنيمي لسلسلة غير ناجحة لم يحصل الأنيمي على تمويل كبير من كادوكاوا.لم تكن ميزانية الأنيمي شحيحةً فقط، من قام بإنتاج الأنيمي هو استديو اسمه Yaoyorozu، استديو صغير جداً بأقل من 10 عاملين. مخرج كيمونو، تاتسوكي، كان من استديو آخر، استديو Irodori، استديو يحوي 3 أشخاص فقط. انضم استديو ايرودوري واستديو ياويوروزو للعمل معاً في فريق من حوالي 10 أشخاص على كيمونو، بميزانية ضئيلة بلا أي تدخل تقريباً من كادوكاوا، والنتيجة كانت أنيمي سي جي رديء.على الرغم من كل هذا، كيمونو جذب العديد من المعجبين وحطم كل التوقعات، نجاحه وأرباحه يعود الفضل فيها إلى الاستديو وبشكل رئيسي المخرج، تاتسوكي، فحوّلوا سلسلةً شبه ميتة إلى سلسلة ممتعة ومحببة للكثيرين. حقق كيمونو فريندز شهرةً خيالية وأموال طائلة لم يتوقعها أحد، القرصان الأول والثاني للبلو راي فقط حققا مبيعات تصل 120 ألف(وكانا ليحقّقا أكثر لولا نفاد الكمية). للمقارنة، الموسم الأول من الهجوم على العمالقة باع 52 ألف نسخة(بلو راي ودي في دي). من الجدير بالذكر أن بلو راي كيمونو سعره بنصف سعر البلو راي العادي، لكنه أيضاً يحوي حلقتين فقط(أقل من العادي إن لم أكن مخطئاً). الآن فالننتقل بالزمن إلى أواخر شهر سبتمبر. أعلنت كادوكاوا وبشكلٍ مفاجئ عن أن المخرج تاتسوكي لم يعد له علاقة بالسلسلة ولن يعمل على الموسم الثاني المعلن عنه سابقاً، حتى المخرج قال أن القرار كان مفاجئاً بعض الشيء. للعلم، كادوكاوا هي ناشر المانجا، لذا لديها حقوق العمل ولديها تحكم شبه كامل فيه، قرار مثل هذا يحتاج موافقة أكثر من عضو في اللجنة وليس كادوكاوا فقط لكن المخرج ذكر اسم كادوكاوا. بعد هذا بفترة قصيرة صدر بيان من الموقع الرسمي في موقع كيمونو فريندز عن أن الاستديو، ياويوروزو، هو أيضاً لن يشارك في الموسم الثاني وفي الفيلم الذي أعلن عنه في تلك الفترة أيضاً، وأنه سيتم تشكيل لجنة إنتاج جديدة للموسم الثاني والفيلم. اشتعل الإنترنت، اسم المخرج تاتسوكي وصل للمركز الأول على الترند العالمي في تويتر، أسهم كادوكاوا قامت بسقوط حر، الكل يكره كادوكاوا ويصفها بأسوء الصفات. يبدو من الوهلة الأولى أن كادوكاوا تريد الحصول على أكبر قدر ممكن من التحكم في الأنيمي واستغلاله ربحيّاً إلى أبعد حد ممكن، وأن كادوكاوا هي الطرف الأسوء هنا، لكن أود أن أخوض في تفاصيل ما حصل قليلاً وأذكر بضعة أمور قد لا يعلمها البعض.كيمونو فريندز، كأي مشروع أنيمي، يتحكم فيه أصحاب الحقوق، وفي حالة كيمونو كان صاحب معظم الحقوق هو كادوكاوا. لا يمكن استغلال الأنيمي ومنتجاته ربحيّاً إلا بإذن كادوكاوا ولجنة الإنتاج، إلا أعمال المعجبين(الدوجين) فهي حالة خاصة. الخلاف الذي حصل بين اللجنة واستديو ياويوروزو بالإضافة إلى المخرج تاتسوكي هو في استغلال المخرج والاستديو لكيمونو فريندز بإنتاجهم منتجاتهم الخاصة دون إذن اللجنة، مثل الحلقة 12.1 الغير رسمية إلى جانب منتجات أخرى.قد يكون طاقم العمل يعبر عن حبه للأنيمي وتقديره للمعجبين بهذه الطريقة، لكن هذا الفعل يشكل أزمة للّجنة عندما تحاول الترويج للعمل الأصلي ومنتجاته(إذا أنتج المخرج حلقة تغير في القصة الرئيسية مثلاً). هناك فرق شاسع عندما يقوم معجب لا علاقة له بكادوكاوا أو طاقم العمل بإنتاج أي شكلٍ من أشكال الدوجين لكيمونو فريندز، وعندما يقوم طاقم العمل بفعل هذا، طلب اللجنة طلب طبيعي للحفاظ على حقوقها بالعمل واستغلاله مادّيّاً. كادوكاوا(على حد قولهم) قاموا بالتواصل مع الاستديو والمخرج وطلبوا منهم التعاون أكثر وعدم إنتاج منتجات دون إذنهم وأن يكونوا على تواصل أفضل مع اللجنة بشكلٍ عام. ربما لم يعجب هذا الأمر استديو ياويوروزو وحصل خلاف بينهم وبين كادوكاوا، فتقدم استديو ياويوروزو بطلب للانسحاب من المشروع في شهر اغسطس، فطردت كادوكاوا المخرج تاتسوكي والاستديو من المشروع. قرارٌ كبير مثل تغيير المخرج والاستديو لا يمكن لكادوكاوا وحدها اتخاذه على أية حال، بل يجب على أكثر من شركة في لجنة الإنتاج الموافقة عليه، ممّا يدل على أن كادوكاوا ليست الوحيدة الملومة وأن اللجنة بشكلٍ عام لم تكن راضية عن الوضع. نعم، المخرج ذكر كادوكاوا، ربما كانت لديه مشاكل معهم وربما هم من يتحمل غالب اللوم وهم من نقل الخبر له، لكن الامر ليس بهذه البساطة كما قلت. قول الكثيرون أن السبب خلف إعادة تشكيل اللجنة هو حصول كادوكاوا على تحكم كامل بالمشروع، وهذا منطقٌ سخيف. كادوكاوا ومنذ البداية كانت لها الكلمة العليا بترؤسها اللجنة، وكان معها عدة شركات استثمرت في الانيمي ولها كلمة فيه. هذا الشركات لن تختفي من اللجنة الجديدة ببساطة، وحتى لو تغيرت كل اللجنة فكادوكاوا لن تملك تحكماً كاملاً بالعمل، ستوجد شركات إلى جانب كادوكاوا لها نسبة وقول في المشروع وإدارته، الحال لن يتغير كثيراً. الاستديو والمخرج لم يكن لهما رأي أو قول أو ملكية في كيمونو فريندز أيضاً، لذا طردهم لا يغير شيئاً من هذه الناحية. كان يجدر بكادوكاوا محاولة حل الأمور بشكلٍ أفضل، خاصة باعتبار ما قدمة الاستديو وبخاصة المخرج لجعل كيمونو النجاح الذي هو عليه، أو ربما كادوكاوا كانت تريد تحكماً أكبر بالموسم الثاني بعد نجاح السلسلة مما لم يعجب المخرج والاستديو؟ لا يمكننا معرفة تفاصيل ما خلف الكواليس هذه، وكلامي هنا كان مبنيّاً على تصريحات كادوكاوا الرسمية والأخبار التي نشرت في الأيام الأخيرة. لا أحاول الدفاع عن كادوكاوا هنا، هم مخطئون بالتأكيد، لكن لا يجب إنكار خطأ المخرج وطاقم العمل، هذه الصناعة كأي صناعة أخرى، تحكمها قوانين وحقوق لا يمكنهم خرقها، كيمونو فريندز ليس العمل الخاص بهم منذ البداية. الكل يلقي باللوم كاملاً على كادوكاوا، بينما يتجاهلون أخطاء المخرج والاستديو.بيان موقع كيمونو فريندز

Alex